جدلية في عامها الرابع

جدلية في عامها الرابع

جدلية في عامها الرابع

By : Jadaliyya Co-Editors

 دخلت “جدلية” عامها الرابع في أيلول\\سبتمبر، وكنا قد وعدنا في مثل هذا الوقت من العام الماضي أنه سيكون أمامنا عام مليء بالعمل، لكننا كنا مخطئين نوعاً ما، فقد كان عاماً جنونياً بالفعل.

استهْلَكنا، على المستوى الداخلي، بناءُ صفحات وفرق جديدة. أنهينا سيرورة مَأْسسة تحتل مكانها بقوة الآن، ووسّعنا شبكاتنا بشكل جيد في الشرق الأوسط وما وراءه. ويسعدنا أن نبلغكم أنّ دائرة قرائنا لم تتوسع على نحو درامي، وبشكل كبير في المنطقة ـ وهي الموضوع الرئيسي لتحليلنا وتغطيتنا ـ فحسب بل أصبحت أيضاً إحدى قنواتنا الرئيسية لمشاطرة محتوى “جدلية”. إن قراءنا وفريقنا هما بالمعنى الحقيقي أرصدتنا الأكبر. ما يعادل هذا في الأهمية، من ناحية التأثير، بصرف النظر عن النمو والأرقام، هو الإنجاز الفريد الذي يتجلى عبر رؤية مواد “جدلية” تزيّن عدداً لا يُحصى من مناهج الصفوف، حول أي موضوع تقريباً. وهناك القليل جداً الذي يرضي مجلة كمجلتنا أكثر من ذلك.

الحقيقة هي أننا بدأنا لتونا بالإحماء.

إن ما هو أكثر أهمية من ناحية إلحاحية عملنا هو تصاعد العنف في المنطقة، وحدوث المزيد من التحولات والانعطافات في سياق الانتفاضات المستمرة، أو التي نشبت من جديد، وبشكل لافت، الحرب على غزة التي شدت انتباه العالم. وفي وقت أحدث، الهوس بتنظيم الدولة الإسلامية، أو الهستريا حيال التنظيم، والذي حصل على أكثر مما يستحق من انتباه وسائل الإعلام. وبين “ارتفاعات حادة” أخرى في كل من العنف والخداع والتأويلات الإعلامية التي محّصناها كي ننتج معنى ما، كان لدينا، ولدى مجلات أخرى مشابهة كما نعتقد، ما يكفي في صحننا كي نقدمه. إن سنوات كهذه مزدحمة بالأحداث يمكن أن تكون “جيدة” للمنشورات، ولكن يجب أن نُذكّر دوماً بالكلفة البشرية التي نجمت عن ذلك. إذا لم ننهض نحن، أو مجلات مثل مجلتنا، كي نسهم في شكل ما من التقدم، عبر (بين أمور أخرى) مواجهة السلطة و|أو كشف زيف السرديات التي تُنشرعن الأشكال المختلفة من الاستغلال، يجب على الأرجح أن نتوقف عن الصدور.

ولكن هناك بعداً آخر لعملنا أيضاً يستحق الانتباه، أو انتباهاً أكبر. إن بعض الانتقادات لعملنا، والتي تركز حصرياً على معالجتنا للأحداث الحالية، تُغْفل أحد أهم مسوّغات وجود مجلتنا.

رغم الأحداث الحالية الملحة على نحو متزايد، والتي تتطلب انتباهنا النقدي، نواصل نَشْر مادة مثيرة عن موضوعات وفترات زمنية مختلفة في صفحاتنا عن البلدان\\الموضوعات التي تتجاوز الثماني عشرة صفحة، والتي تميز “جدلية” عن المجلات الأخرى. إن أقسامنا، NEWTON، والخاصة بالمقابلات، ومقالاتنا التأملية والتاريخية، والمحتوى الثقافي والأدبي المهم الذي ننشره بالإنكليزية والعربية ولغات أخرى يجعل “جدلية” وثيقة الصلة بصرف النظر عن التغيرات في الوقائع السياسية الحالية. وفي الحقيقة، وكما ورد أعلاه، كان هذا دوماً هدف المشاركين في تأسيس هذه المجلة الإلكترونية. ولكن للأسف، أو لعدمه (؟)، إن الانتفاضات العربية استهلكت الكثير من طاقتنا، بالتالي سنبذل جهوداً جديدة كي نعود إلى تغطية أكثر توازناً تفسح مجالاً أكبر لمسائل لا تتضمن اللحظة الحالية.

في الماضي ذهبنا إلي أبعاد كبيرة في مناقشة تاريخ ومسار “جدلية”. إن هذا لم يعد ضرورياً، نوعاً ما، أو مرغوباً. انظروا إلى إعلاننا الهام عن العام الثالث في الأسفل**، الذي نستطيع القول بثقة إنه شكل لحظة تحول. مذاك فصاعداً، كنا نخدم ونغذي ونحمي مسارنا، كما هو مناقش في الأسفل. إن لهذا مساوئه ومحاسنه لأن سحر الأيام الأولى يجب أن يتلاشى، ويجب أن يخلفه أي مشروع ناجح يحلق فيما وراء ذلك الحماس الأولي. فعلنا هذا من قبل في “مجلة الدراسات العربية”، التي أُطلقت في ١٩٩٢. ونحن متحمسون لفعل هذا ثانية.

جدلية في عامها الثالث: 

http://arabic.jadaliyya.com/pages/index/14470/جدلية-في-عامها-الثالث_خلاصة-رحلة

جدلية في عامها الثاني

http://www.jadaliyya.com/pages/index/7473/jadaliyya

 جدلية في عامها الأول:

 http://www.jadaliyya.com/pages/index/2701/jadaliyya-turns-one

شكّل مرور العام الرابع بكامله مؤشراً بيّن مشاعر مختلطة: إن الشعور بأننا راسخون ومستقرون وننمو هو أنباء جيدة وسيئة في آن واحد معاً. إنه أنباء جيدة لأن هذا هدف أية منظمة مشابهة تسعى إلى البقاء مفيدة ومؤثرة. وهو أنباء سيئة لأنه بعد مرور مراحل البناء الأساسية والأكثر أهمية يتم فقدان بعض سحر “الصراع”، والشعور بالبدء بشيء جديد، مهما بدا كل هذا غير درامي للذين في الخارج.

ولكن هنا يكمن الفرق بين عجائب الضربة الواحدة والمشاريع على المدى الطويل: استمرارية الحماس والإثارة المطلقة للجدة، واللتين تنطبقان كلاهما على أية مغامرة جديدة، بما فيه الشخصية. وأكيد نحن نأمل الاستمرار بمزيد من القوة والأصالة. ففي “مؤسسة الدراسات العربية”، لا نملك ٢٢ عاماً من الخبرة في بناء المنظمات التي تستمر وتزدهر فحسب، بل أيضاً صارت البنية المؤسساتية والشبكات والتضامن خلف رحلة “جدلية” الأولى أكثر دينامية ومرونة. نحن هنا على المدى الطويل، رغم ديكتاتوريي الإمبراطورية وطائراتها التي بلا طيار وأشخاصها التافهين والمزعجين (أجل. كتبناها).

إلى  أين؟

في العام الماضي، وعدنا بأننا سنطوّر المحتوى والصفحات ونمؤسس علاقاتنا مع المنظمات الشقيقة في “مؤسسة الدراسات العربية” (“مجلة الدراسات العربية”، “تدوين”، “كيلتنغ بوينت”، و”فاما”)،وأن نبذل جهوداً أكبر لإنتاج منشورات تعليمية، والعمل مع زملائنا في “مؤسسة الدراسات العربية” لتطوير مشروع إنتاج المعرفة العملاق. يسرنا أن نعلن أننا أنجزنا كل هذه الأهداف وأكثر من ذلك. إن مراجعة سريعة للمادة التي نشرناها أو أنتجناها، أو مواقع الإنترنت التي تعيش فيها، تروي قصة أكثر كمالاً. لقد نشرنا عدة أعداد من “جادماغ”، التي تعالج موضوعات تتسلسل من حديقة ميدان تقسيم (غيزي) إلى غزة، ومن التنظير حول شبه الجزيرة العربية إلى معالجة الثورة الجزائرية.

وكما بوسعكم أن تشاهدوا في الأسفل، حاولنا قدر الإمكان أن نسعّر منشوراتنا بما يقارب التكلفة. إن إحدى الطرق التي يمكن أن يدعم بها قراؤنا “جدلية” ومنظمتها الشقيقة “تدوين للنشر” هو شراء نسخة. والأفضل من ذلك، إذا كنت معلّماً، فنحن بدأنا بتقديم حسومات حقيقية للصفوف الكاملة. إن هذه المنشورات برهنت، على المستوى التعليمي، أنها جيدة جداً للطلاب والمدرسين.

        \"\"

 

ناقشنا أيضاً مسائل مهمّشة، بما فيه الصحراء الغربية. إن جميع أعداد “جادماغ” تأتي مع مجموعة من الموارد المفصلة والتي هي نوع من الموارد البحثية المفصلة والشاملة نوعاً ما، وأيضاً قائمة من روابط الإعلام الاجتماعي المهمة. ويحصل المدرّسون على نسخهم مجاناً إذا اشتركوا في شبكتنا، “شبكة مدرّسي تدوين”، ويحصلون على “دليل التدريس” كي يرافق كل عدد من “جادماغ”. من أجل نظرة سريعة إلى الدليل، انقر هنا. ويمكن العثور على كل ما هو مذكور أعلاه في: 

http://www.JadMag.org

\"\"
[ المجلة التعليمية  جادماج.انقر هنا لمزيد المعلومات ]

نشرنا ثلاثة كتب أيضاً منذ العام الماضي، الأهم بينها كتاب سنينة مايرا “جيل أوسلو: الهوب الهوب، ثقافة الشباب، وحركة الشباب الفلسطيني”. كانت “جدلية” أيضاً مصدر المخطوط الأخير القيّم، “الدولة المُجهضة: مبادرة الأمم المتحدة، والمنعطفات الفلسطينية الجديدة”. وفي هذا الأسبوع، سنطلق أيضاً كتاباً جديداً من نوع مختلف، “الملاذ الإبداعي”. من أجل مزيد من المعلومات حول هذه ومنشورات أخرى، زوروا:

 http://www.TadweenPublishing.com

\"\"

وبعيداً عن المنشورات، سنخصص هذا العام القادم لتوسيع عملنا في مبادرة التعليم. فبالتعاون مع برنامج دراسات الشرق الأوسط في جامعة جورج ميسون، ومركز الدراسات العربية في جامعة جورج تاون، ومؤسسة الأصفري للمجتمع المدني والمواطنة في الجامعة الأميركية في بيروت، و”جدلية” سنطلق مبادرة تدريس الشرق الأوسط كي نقدم مادة تعليمية نقدية ومفيدة ومثقِّفة للمستخدم، والتعليم للمدرسين في التخصص، وما وراءه. إن مبادرة تدريس الشرق الأوسط ستقدم:

*موارد تعليمية (بما فيه منشورات وقراءات جوهرية).

*وحدات تدريس لكورسات المسح وما يتعداها.

*أداة مناهج دراسية ومكتبة.

*نسخ امتحان مجانية من المنشورات للمعلّمين.

*دليل تدريس للشهادة الثانوية والموارد البصرية.

*أفلام في الصف.

*تقارير تدريسية وإعلامية حول موضوعات مختارة وبارزة.

ابقوا معنا

فيما يتعلق بصفحات “جدلية”، أطلقنا صفحتين في العام الماضي، بما فيه صفحة المدن المشهورة جداً وصفحة التيارات النقدية في الإسلام،  وصفحة الآراء التي ستُجدد قريباً جداً. لقد وُجّهت إلينا انتقادات، كانت أحياناً مصيبة، بأنه لدينا الكثير من الصفحات. لكن لا يعي جميع المراقبين بأن هذه سيرورة عضوية تتطور كوظيفة لفريق موجود يرغب بمعالجة المواد المقدمة للنشر كلها. إن كل صفحة تم إطلاقها تتضمن فريقها الخاص المستقل نسبياً، الذي يسمح لها بالنمو دون قيود، بحد أدنى من التدخل من أي شيء يشبه رقابة مركزية. بوضوح، إن أي فِرَق أو قادة جدد يعرفون ما يدخلون إليه حين ينضمون إلى “جدلية”. إن عنوان مجلتنا هو المؤشر الأفضل لما ننشره، ولا ننشره.

\"\"

لدينا هذا العام بعض الأقسام والصفحات الإضافية التي ستقوم بالظهور العلني، لكننا سنؤجل الإعلان عنها إلى أن نكون جاهزين. نحن آثرنا التمهل على أي حال في هذا الصدد.

\"\"

 سخر حتى  المشاركون في تحرير “جدلية” من السرعة التي كانت تنطلق بها الصفحات الجديدة. نشر اثنان منا إعلاناً من أجل صفحة يوغا عربية (تكرم).

ربما نتطلع إلى الأمام نحو مرحلة تعميق، أكثر مما نتطلع إلى التوسع، حيث، بلغة واضحة، نأخذ ما أنتجناه ونحسّنه. وكما يمكن أن يُلاحظ، إن إحدى الطرق التي اتبعناها منذ الربيع الماضي هي في الحقيقة الإقلال في النشر. لقد اختصرنا نسبة قبولنا للمواد المقدمة وللنشر الكلي بنسبة ٥٠٪. وبسبب الازدياد الدرامي في أرشيفنا، فيما هذا العام يواصل عبوره، سيشهد القراء تحسينات تدريجية في الطريقة التي نقدم بها المواد وأيضاً في الطريقة التي يستطيع فيها القراء أن يبحثوا عن المادة ويعثروا عليها. 

سيُعلن عن تغيرات أخرى جوهرية بقصد الحفاظ على  الجودة والمحتوى وسهولة التوفر الكليين.

باختصار، سنُمضي العام القادم في خدمة وحماية وتغذية حالتنا القائمة من النمو والقدرة فيما نحافظ على معايير التميز أثناء ذلك ونزيد منها. أكيد أننا ارتكبنا أخطاء، ونصيخ السمع للآراء المفيدة. إن هدفنا هو التعلم من هذه الأخطاء والاستفادة (إذا كان بوسعنا قول هذا) من نجاحاتنا. نأمل أن تنضموا إلينا ونحن نواصل رحلتنا، ونأمل في الحقيقة أنكم مثارون وتتمتعون بالطاقة مثلنا كلنا!    

التعاون مع مؤسسة الدراسات العربية

سنواصل تعميق تعاوننا مع المنظمات الأربع الشقيقة لـ”جدلية” في “مؤسسة الدراسات العربية”، بما فيه “مجلة الدراسات العربية” (وهي مجلة بحثية يراجعها مختصون وموجهة إلى الباحثين)؛ “كيلتنغ بوينت” (وهي منظمة لإنتاج أفلام وثائقية قائمة على البحث موجهة إلى الجمهور العام)؛ “تدوين للنشر” (نوع جديد من دور النشر موجه إلى المدرّسين والجمهور العام)؛ و”فاما”(منتدى الشؤون العربية والإسلامية، الذراع البحثي لـ”مجلة الدراسات العربية”، مادة سمعية بصرية إضافية مع منظمة الإنتاج، “كيلتنغ بوينت”.

\"\"

[المنظمات  الشقيقة لجدلية في  مؤسسة الدراسات العربية]

سنعلن أثناء هذا العام الدراسي عن نسخة بيتا من مشروع إنتاج المعرفة العملاق حول الشرق الأوسط (حيث ستلعب “جدلية” دوراً في النشر وغيره). سيساعد هذا المشروع، الذي سيستغرق ٨، سنوات على القيام ببحث شامل وتفاعلي غير مسبوق من أجل أهداف بحثية شاملة، وبشكل أكثر نقدية، من أجل هدف إنتاج المعرفة حول المنطقة كسيرورة\\شأن مسيّس، يتعلق بالسلطة والتمويل بقدر ما يتعلق بالرغبة في السعي وراء المعرفة. يهدف إلى جمع وتنظيم المعرفة المنتجة حول الشرق الأوسط، وبشكل رئيسي في العالم الناطق بالإنكليزية، منذ ١٩٧٩ للتحليل. عملياً، إن مؤشرات الأداء الرئيسية تتضمن إنشاء سبع قواعد بيانات تفهرس جميع المقالات التي يراجعها المختصون حول المنطقة، وجميع الكتب، ومطبوعات أخرى متنوعة، ومصادر من الإنترنت، ومصادر بصرية للمعرفة، بما فيه أبحاث السياسة التي تضعها منظمات الأبحاث والسياسة، أطروحات الدكتوراه، الأفلام، مواقع الإنترنت، لجعلها متاحة للجمهور العام، في النهاية، من خلال قنوات مصدر مفتوح.  

 

\"\"

[إن مشروع إنتاج المعرفة في مؤسسة الدراسات العربية يشمل “جدلية” والمنظمات الشقيقة لها في المؤسسة. انقر هنا للمزيد من المعلومات. سنعلن عن هذا المشروع قريباً]

 

\"\"

سنترككم مع بعض الصور من مناسبات واجتماعات وتجمعات مختلفة متعلقة ب “جدلية”، في واشنطن العاصمة وبيروت، وهي تظهر الرصيد الأكبر الذي تملكه جدلية: فريقها المتألق! سنترك لكم أيضاً بضعة روابط بما فيه المقالة الحديثة التي نشرتها مجلة “كرونيكل أوف هاير إيديوكيشن” (سجل التعليم العالي) عن جدلية، والمقابلة التي أجرتها مجلة “كرونيكل أوف هاير إيديوكيشن” (سجل التعليم العالي) مع أحد المشاركين في تأسيس “جدلية” من أجل المقالة المذكورة ومنشوراتنا الخمسين الأكثر قراءة منذ ٢٠١٢.

*المواد الخمسون الأكثر قراءة في الأوقات كلها على جدلية

* جدلية لماذا وكيف؟

*كرونيكل أوف هاير إيديوكيشن” تجري حواراً مع المشارك في تأسيس جدلية بسام حداد.

*المقال عن جدلية في “كرونيكل أوف هاير إيديوكيشن”.

آه، كلا، ثمة شيء إضافي آخر. بعد بضعة أسابيع، ستشارك “جدلية” في الإطلاق الجماعي لمجلة صوتية مع شركاء إقليميين. لا نستطيع حبس أنفاسنا، حالاً ستعرفون ما الذي نعنيه.

قراءة سعيدة!

[إضغط/ ي هنا للإطلاع على النسخة الانجليزية]

المحررون المشاركون في “جدلية”

\"\"

[فريق جدلية ]

\"\" 

[ اجتماع المحررون المسؤولون جدليا  ابريل/ نيسان 2014.]

\"\"

[ 2013 ابتسام عازم، محررة مسؤولة في جدلية تقود ورشة عمل للقسم العربي]

\"\"

[مائدة مستديرة حول سورية تضم: دانييل نيب، روشيل ديفيس، ياسر منيف، 
إبراهيم حميدي، ليزا ودين، عمر ضاحي (على المنصة) وأسامة إسبر (ليس في الصورة).]

\"\"

[إجتماع فريق تدوين للنشر]

\"\"

[أعضاء الفريق خلال لقاء  ببيروت، يناير 2014.من اليسار إلى اليمين: إيلي حداد، ميشيل وودوارد، نادر الأتاسي، نورا عريقات، هبة بو عكار، منى حرب، بسام حداد، ليزا حجار، زياد أبو الريش، مايكل حداد، و (في الوسط) نادية سبيتي]

\"\"

[أعضاء فريق جدلية ليزا حجار ومايكل حداد يلتقطون صورة سريعة في بيروت.]

\"\"

 الملتقى السنوي لمؤسسة الدراسات العربية 2013 من اليسار إلى اليمين]
[ محرر جدلية  بسام حداد،  محرر مدونة كيلن  جيجر وعبدالله العريان، محرر صفحة التيارات النقدية للإسلام 

\"\"

[أرز اسمهان حداد الشهير "روز بدجاج "، سر نجاح جدلية ]

\"\"

 فريق  إنتاج المعرفة في الشرق الأوسط في محاضرة في  جامعة جورج ماسون: "دراسة وبحث]و تدريس و تمثيل: الانتفاضات العربية بعد ثلاث سنوات "في نيسان 2014. من اليسار إلى اليمين: بسام حداد، اليوت كولا، زياد أبو الريش، بيتر ماندافيل، معين رباني، نادية سبيتي عادل اسكندر، نورا عريقات، وليزا حجار.]

  • ALSO BY THIS AUTHOR

    • Jadaliyya Co-Editor Noura Erakat Awarded Laureate of the Amnesty International Chair

      Jadaliyya Co-Editor Noura Erakat Awarded Laureate of the Amnesty International Chair

      Every year, Ghent University awards the Amnesty International Chair to a person who makes a special contribution in the field of human rights. The laureate gives a public lecture at Ghent University and additional guest lectures for students. This year laureate of the Amnesty International Chair is Noura Erakat, a prominent Palestinian lawyer and activist, whose courageous and relentless work as a human rights academic and attorney has reshaped legal and political discussions on the Israel-Palestinian conflict.

    • One Year of Horror: Israel’s Genocide in Gaza and Its Percussive Violence Beyond

      One Year of Horror: Israel’s Genocide in Gaza and Its Percussive Violence Beyond

      It has been one year since 7 October 2023. One full year of watching unfathomable levels of death and destruction of the Palestinian people, particularly in Gaza, as well as that of people in surrounding countries. One year of unceasing shock and horror. To paraphrase Palestinian attorney Lara Elborno, every day has been the worst day.

    • Jadaliyya Co-Editors Statement on “Impossible Solidarity”

      Jadaliyya Co-Editors Statement on “Impossible Solidarity”

      As we announced previously, the article titled “Impossible Solidarity” was taken down when it was discovered that proper in-house editorial procedure had not been followed prior to publication. After a full review that included relevant Page Editors as well as Jadaliyya Co-Editors, the article was removed permanently, and the author was notified. The editors fundamentally disagreed with the article’s placing of settler colonial genocide and authoritarian state repression on equal footing, regardless of what the author’s intentions may have been. The article also included several questionable and/or patently incorrect statements. The consequence of the publication of this piece has been temporarily costly to our mission, regardless of whether readers understand the decentralized and volunteer-based nature of how Jadaliyya operates.

العراق: خطاب التقسيم والأقلمة

‪
عاد خطاب التقسيم و“الأقلمة“ إلى الواجهة مع تدهور الوضع في العراق و“تمدّد“ الدولة الإسلامية وسيطرتها على الموصل وأجزاء مهمّة من البلاد، حتى أصبحت تشكل خطراً حقيقيّاً يهدد وجود الدولة العراقية. فصرنا نسمعه يتداول في التقارير الإخبارية وتعليقات ”الخبراء“ والمراقبين ونقرأه في تعليقات عدد من العراقيين. ولا شك أنّ الإشارات والتصريحات القادمة من القيادات الكردية بخصوص إعلان وشيك عن استقلال كردستان العراق تضيف زخماً إلى خطاب التقسيم والأقلمة في ما تبقّي من العراق. إن الهدف من هذه المقالة السريعة هو التركيز على خطاب التقسيم والأقلمة وليس التعرّض إلى موضوع كردستان الشائك. لكن لا بد أن نسجّل أن من حق أكراد العراق تقرير مصيرهم ومستقبلهم واختيار شكل وهوية الدولة التي يريدون العيش ضمن حدودها مستقبلاً. فلقد عانوا كثيراً من عنف الدولة العراقية ومن ظلمها وإقصائيتها في الماضي. لكن اختيار هذه اللحظة الكارثية، بالذات، لتعجيل موضوع الاستقلال خطأ جسيم. وستكون له تبعات سلبية على المدى البعيد، مهما كانت أرباحه السياسية على المدى القريب.


بالعودة إلى خطاب التقسيم والأقلمة (والثانية تقود إلى الأوّل)، فإنّه يبدو غريباً في زمن العولمة الذي تتهاوى فيه الجدران (باستثناء جدار الفصل العنصري في فلسطين)، الحقيقية والمفترضة، وينحو فيه العالم عموماً نحو التكامل الاقتصادي والدخول إلى منظومات وكيانات وتكتّلات سياسية واقتصادية كبرى. لكن إحدى الحجج التي يسوقها الذين يروجون لفكرة التقسيم هي أن العراق يشكل حالة استثنائية. فهو دولة ”مصطنعة“ بحسب هؤلاء، وبذور فشلها تكمن في الكيفية والظروف التي تأسّست بها. كما أن الطائفية، بحسب هؤلاء، متجذرة في ثقافة البلد وتاريخه وليست تمظهراتها الأكثر حدة في العقود الأخيرة إلّا دليلاً على ذلك. وهناك أيضاً من يفضّل التقسيم على أساس أنه أهون الشرور. ويرى فيه حلّاً لإشكالية الصراعات الطائفية ووسيلة لحقن الدماء. بالإضافة إلى كل ما تقدّم هناك افتراض أن الأقلمة واللامركزية ستضمن نظاماً أكثر عدالة في توزيع الثروات وأن التقسيم سيخلص المناطق التي طالما همّشتها أو عاقبتها الحكومة المركزية من الظلم والإهمال.


بغض النظر عن النوايا والغايات فإن الافتراضات التي يستند عليها هذا الخطاب خاطئة. كل الدول الحديثة كيانات مصطنعة. فالدول ليست نباتات طبيعية أو كائنات حية! والأمثلة كثيرة في المنطقة وفي العالم بأسره. هناك أجزاء كبيرة من أراضي الولايات المتحدة (التي يحرص بعض سياسييها بالذات على الترويج لمقولة أن العراق دولة مصطنعة ولا بد من تقسيمها) تم شراؤها من فرنسا في صفقة ”شراء لويزيانا“ عام ١٨٠١ في عهد توماس جيفرسون. وتضمنت الصفقة أكثر من مليوني كلم مربع (١٥٪ من الولايات المتحدة): ولايات آركنسا ومزوري وآيوا وأوكلاهوما وكانساس ونبراسكا وأجزاء من مينيسوتا، وأجزاء من ولايات أخرى. وهذه أساساً اغتصبت من سكانها الأصليين ومن المكسيك. أليست الولايات المتحدة دولة مصطنعة أيضاً؟ 


إن بدايات تشكّل الهوية الوطنية العراقية الحديثة تسبق الاحتلال البريطاني وتعود إلى القرن الثامن عشر. وكان لبروزها وتبلورها علاقة بالمصالح الاقتصادية المشتركة وتشكّل وحدة إدارية تجمع مدن العراق الرئيسية مركزها بغداد (انظر دراسة عصام الخفاجي المهمّة في هذا السياق: “تشكّل العراق الحديث”). إن الرواية التبسيطية التي يتم ترديدها والتي تدّعي أن بريطانيا هي التي شكّلت العراق من ثلاث ولايات عثمانية وهذا يعني أو يفترض عدم وجود أي تجانس أو فضاء وطني مشترك آنذاك أو قبلذاك خاطئة تاريخياً وإشكالية. لكنها، بالطبع، تتناغم مع رواية المركزية الأوربية التي يكون وصول الأوربي فيها إلى أرض ما هو بداية التاريخ الحديث. وكل ما قبله ظلام دامس.


أما بالنسبة للطائفية، فلا شك أنّها اليوم، بعد كل ما جرى ويجري، ترسّخت في المجتمع العراقي. لكن، لا بد من التمييز بين التوتّر والصراع الموجود بين الجماعات المختلفة في كل مجتمع والذي تتصاعد حدته وتخف بحسب الظروف السياسية والاجتماعية من جهة، وبين الطائفية السياسية المنظّمة من جهة أخرى. الأخيرة ظاهرة حديثة وليست متجذرة في تاريخ العراق ولكنها ترسّخت في الأذهان والممارسات والخطاب، خصوصاً منذ عام ٢٠٠٣. حتى أصبح من الصعب على الكثيرين أن يفكروا خارج إطارها. أولئك الذين ينطلقون من مبدأ هوياتي، وهم ليسوا قلة للأسف، يُسْقِطون صراعات الحاضر أو أحداث التاريخ القريب (العقود الثلاثة الأخيرة) على خارطة الماضي لنسج سردية لاتاريخية، مهما استعانت بأحداث حقيقية، ذات أهداف سياسية. ليس القصد هنا التقليل من معاناة ومظلومية أي مجموعة البتّة ولا تجميل الماضي والقفز فوق مآسيه، خصوصاً بعد ما حدث منذ عام ٢٠٠٣. لكنها دعوة للتفكير خارج مقولة الطائفة وخطابها ومعادلاتها. لم تبدأ الطائفية عام ٢٠٠٣ بكل تأكيد، لكن ترسيخ الطائفية السياسية ومأسستها كهوية سياسية بدأ في ٢٠٠٣. حيث تم جعلها العملة السياسية الرئيسية والوحيدة (مع العرق) في النظام السياسي الفاشل الذي تم تأسيسه بعد تفكيك الدولة العراقية. هناك لحظات مفصلية تسبق هذا التاريخ كانت مهمة في هذا السياق، ومن بينها أسلوب وخطاب النظام البائد في قمع انتفاضة ١٩٩١. كما لا شك أن لسنين الحصار أثرها أيضاً في تخريب النسيج الاجتماعي والفضاء المدني في العراق وإجبار شرائح كبيرة على الهجرة إلى الشتات وخلق فراغات. إن هيمنة “الطائفة” كمقولة ومعيار وخطاب تؤدي إلى إعادة سرد الماضي والتاريخ من منظار طائفي وتغفل، بل تسقط، عوامل ومقولات أساسية في فهم أي مجتمع في أي مكان، وهي التموضع الاقتصادي والاجتماعي والمناطقي والأيديولوجيا.


إن التقسيم الذي يروج له بعض السياسيين سيؤدي بالضبط إلى ما يفترض أن يحول دونه. فخلق أقليمين مبنيين على أساس طائفي، شيعستان وسنستان، سيؤدي إلى حملات تهجير جديدة وحروب أهلية مستمرّة، بالذات من، وفي، ما يسمّى “المناطق المختلطة.” وهذا المصطلح الجديد نسبياً والمستورد هو واحد من المصطلحات التي تم ترسيخها بعد الاحتلال. وهو يعكس الخطاب الطائفي وهيمنته. فهو يفترض أن وجود المناطق المختلطة هو استثناء، بينما العكس (كان) هو الصحيح. لا ننكر أن هناك مناطق في العراق كان غالبية سكانها من هذه الجماعة أو تلك. لكن الكثير من مناطق العراق كانت دائماً “مختلطة” بنسب متفاوتة ولم يكن الأمر غريباً أبداً قبل عصر الطائفية. ولم يستدع ابتداع مصطلح ليدل على ذلك. تغير الحال، للأسف، بعد الحرب الأهلية الدامية والتطهير العراقي في بغداد وغيرها. المهم، إن التقسيم (أو الأقلمة) سوف يكمل عملية التطهير العرقي ويسرّع في عمليات تهجير كل جماعة إلى إقليمها. فهل فكّر دعاة التقسيم بما سيحدث في منطقة بغداد الكبرى مثلاً؟ وبمناطق أخرى “مختلطة”؟


أما بالنسبة للعدالة في توزيع الثروات والتحسّن في توفير الخدمات، فإن التقسيم أو الأقلمة لن يغيّرا طبيعة الطبقة السياسية الحاكمة ( وهي الأكثر فساداً وفشلاً ). بل إنهما، في ظل المناخ السياسي السائد وممارساته و”ثقافته،” سيزيدان من فرص الفساد والإثراء غير الشرعي للسياسيين على حساب المواطنين، الذين لن يتغيّر شيء في حياتهم وواقعهم عملياً باستثناء الإطار الشكلي. ليست صدفة أن أبرز الأصوات التي تدعو إلى التقسيم والأقلمة من غير العراقيين هي لسياسيين أميركيين سابقين يرتبطون حالياً بشبكات مصالح اقتصادية ضخمة لها مطامعها ومصالحها في العراق (انظر، مثلاً، مقالة زلماي خليلزاد، الذي كان السفير الأمريكي في العراق بين ٢٠٠٥ و٢٠٠٧ والذي يترأس الآن مجموعة غريفوند الاستشارية). فمن الذي سيتفيد من الأقلمة؟


هل سيسرع الساسة الفاسدون الذين أنتجتهم “العملية السياسية” والذين دأبوا على سرقة ثروات الشعب لعقد من السنين دون أن ينجزوا مشروعاً واحداً لكي يفعلوا عكس ما يفعلونه في هذا الإقليم أو ذاك؟ ما دامت الثقافة السياسية والنخبة السياسية هي نفسها فإن الأقلمة لن تعني إلا المزيد من الفساد والطائفية.


إن اللامركزية وإعطاء صلاحيات أكبر لمختلف المناطق في أي بلد وتوزيع أكثر عدالة للثروات وغيرها هي أهداف منطقية وضرورية بحد ذاتها. ومن حق المواطنين في مناخ ديمقراطي حقيقي أن يناقشوا بشكل علني نظام الحكم الذي يفضلون أن يعيشوا في إطاره وأن يصوّتوا على ذلك. إن إنجاز اللامركزية وكل ما تعد به من إيجابيات سيكون ممكناً في بلد يعمل نظامه بشكل “طبيعي” وفق آليات ومؤسسات ناجحة وفعّالة ويمتلك بنية تحتية. لكن العراق بوضعه الحالي المزري لا يمتلك الحد الأدنى مما يسمح أساساً بانتقال ناجح ومنظم إلى نظام مختلف، مهما كان شكله. التقسيم سيكون تقسيماً وتوزيعاً، ليس أكثر عدالة بالضرورة، للخراب والفساد.


لقد بات واضحاً، خصوصاً في الأسابيع الأخيرة وبعد احتلال الموصل ومراقبة ردود فعل النخبة السياسية الكارثية واللامسؤولة، أن ما يسمّي بـ”العملية السياسية” لن تنتج إلا المزيد من الخراب والتمزق والفساد. كما أنها ليست بمستوى المخاطر والتحديّات التي تهدد وجود العراق ككيان، بل إنّها بفسادها وطائفيتها كانت سبباً في تفاقمها.


إن الحل الوحيد لإنقاذ العراق وشعبه من مستقبل أكثر ظلاماً وخراباً هو التخلص من النظام الطائفي وخطابه المقيت وممارساته الكارثية. لا بد من تشكيل حكومة إنقاذ وطني وكتابة دستور جديد، أساسه المواطنة والمساواة. إن هذه اللحظة الحالكة في ليل العراق تتطلب إعلاء الروح الوطنية العراقية لاستعادة وبناء وطن للجميع، وليس لطائفة أو عرق.


معالم العراق تُنْسَف وخارطته تتمزّق وبستانه الكبير يفقد نخيله وأشجاره، وأبناءه، أمام جرّافة الإرهاب ونار الطائفية والفساد. والساسة في بغداد يتشاورون ويتحاصصون. لا بد من الحفاظ على ما تبقّى قبل أن يحترق البستان بأكمله!‬